السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي يدرس في جامعة لندن، وأستاذه بالجامعة يقول له أن القليل من الليبرالية ستنفع المسلمين لحل مشاكلهم الاجتماعية والمالية بوجه الخصوص.
وهذا الأستاذ يوصيني بالعبارة التالية لفردريك نيـتشة: "الــحيـاة جدل بين الـذوق والــتذوق".
وفقكم الله لما يحب ويرضى وسدد خطاكم.
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فلا قليل ولا كثير من أي محتوى أو أي فكر يضاف لهذا الدين الكامل ويكون فيه خير، ولدينا الثوابت ولديهم المتغيرات، فالله عز وجل يقول (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير) خلق، وهو لطيف بهم، وخبير بأحوالهم، فمن أقرب لنا من الله ومن أعلم بنا من الله، ومن أحب لنا من الله، فهو الذي خلق، وهو الذي أمر بهذه القوانين.
ولكن لماذا يقال مثل هذا الكلام ومِن مَن يُقال، إن الإناء الفارغ يُملأ بأي شيء، ولكن الإناء الذي امتلأ بالعلم والإيمان فإنه لا يوجد فيه لغير الله مكان، وسؤال يطرح وهو كم عمر هذه الليبرالية التي يتحدثون عنها؟ ومن جاء بها؟ وأي ليبرالية تحديدا؟
ثم أليست الليبرالية اجتهادات بشر تستهويهم المصالح أحيانا والخطأ أحيانا والجهل كذلك، فمن أي الوجوه نستطيع أن نقارن، لا أن نأخذ منها.
ثم هذه المقولة بأن الحياة جدل بين الذوق والتذوق، أولا ذوق من وجدل بين من ومن، كلمات لا معنى لها، ولنتعرف على قائل هذه الحكمة العظيمة! فهو فريدريك نيتشه.
والقائل أيضا: مات الإله ونحن قتلناه، وهذه هي الحكمة الأعظم عندهم، ومن خلال ما قاله يمكنك معرفة مستوى عقله وتفكيره.
وهنا أود أن أقول لأخي الحبيب الذي يتعلم في لندن (أن من لم يدع يُدعى)، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت.
ونختم بتذييل تعريفي: التحرّرية أو الليبرالية (liberalism) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر، وكما أسلفنا فإن مفهوم الحرية مفهوم واسع، والكل ينشد الحرية، ولكنهم يختلفون في حدودها.
وتداخل حق الفرد مع حق الجماعة، ونشأ ما يعرف بنظرية العقد الاجتماعي محاولة لإصلاح هذا الخلل، إلا أن الخلل ما يزال قائما لأن بني البشر من طبعهم الخطأ وعدم الإحاطة الكاملة، فتجد من يقدس حق الفرد كالرأسمالية.
وأهمل حق الجماعة إلا قليلا، وبالمقابل تجد من يقدس حق الجماعة، كالاشتراكية، وأهمل الحق الفردي، وجاء الإسلام بالجمع الدقيق بين الحقين، لأنه قائم على العدالة الإلهية لبني البشر.
الكاتب: أ/ عبدالرحمن الحرمي
المصدر: موقع إسلام ويب